° مصداقية امريكا في العالم العربي بعد اوباما‎

<TABLE style="WIDTH: 100%; BORDER-COLLAPSE: collapse" dir=rtl class=ecxMsoNormalTable border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%">

<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0.75pt; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt">
مصداقية أمريكا في العالم العربي بعد أوباما</TD>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0.75pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0.75pt; WIDTH: 150pt; PADDING-RIGHT: 0.75pt; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0.75pt" width=200>

آخر تحديث:الجمعة ,14/05/2010

</TD></TR></TABLE>

</TD></TR>
<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm">
</TD></TR>
<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm">
</TD></TR>
<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm">

محمد الصياد

</TD></TR></TABLE>

جميع الحكومات “الإسرائيلية” تضع على الدوام على رأس أولوياتها أولاً الهاجس الأمني، المعبر على أية حال، عن سيكولوجية دولة خائفة، وتأمين التفوق العسكري النوعي على القدرات العسكرية للبلدان العربية مجتمعة، وثانياً العمل بشتى السبل لإفشال أية مبادرة لتسوية الصراع العربي “الإسرائيلي”، والتملص من استحقاقاتها المتمثلة في الأراضي والحقوق المغتصبة، إلا إذا انطلقت المبادرة من أرضية السلام مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام .

إلا أن الحكومة الحالية التي يقودها الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو المتحالف مع أعتى أحزاب اليمين الديني والقومي والأكثر تطرفاً، تفوقت وتتفوق بامتياز على ما سبقها من حكومات “إسرائيلية” متعاقبة، في المراوغة والتحايل والتهرب من استحقاقات مبادرات التسوية الأمريكية، وذلك من خلال الإقدام على خطوات واتخاذ اجراءات مخطط لها .

والمفارقة المثيرة للسخرية أن الولايات المتحدة ورئيسها الذي يقال إنه ممتعض أشد الامتعاض من مواقف وتصرفات رئيس الحكومة “الإسرائيلية” لم ينبسا ببنت شفة إزاء قرار الحكومة “الإسرائيلية” الخاص بطرد عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية وترحيلهم إلى قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وجواً، في ذات الوقت الذي كانت فيه استجابة طاقم إدارة الرئيس أوباما، سريعة للغاية تجاه الروايات “الإسرائيلية” المختلفة والمفبركة ومنها الروايات البوليسية التي فبركها جهاز الموساد “الإسرائيلي” الذي أعادته حكومة نتنياهو إلى الواجهة من جديد، حول صواريخ سكود التي زُعم انه تم تهريبها من سوريا إلى حزب الله اللبناني .

فجأة تحولت هذه الرواية “الإسرائيلية” المفبركة إلى قضية أمريكية محورية في السياسة الخارجية الأمريكية تفازع خلالها كل الطيف السياسي والنيابي والإعلامي الأمريكي، تزلفاً لنصرة “إسرائيل” المسلحة حتى أسنانها بجميع الأسلحة التقليدية الحديثة وأسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي، ولكنها “المهددة” بصواريخ سكود المزعومة . فتبارى كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في اطلاق التصريحات النارية المتوعدة لسوريا بالويل والثبور، واستدعي السفير السوري في واشنطن لإبلاغه بقلق البيت الأبيض عن هذا التصعيد الصاروخي النوعي . كما نظمت السفارة الأمريكية في بيروت زيارة استفزازية لمجموعة من رجال المخابرات الأمريكية إلى الحدود اللبنانية السورية لتفقدها والوقوف على مدى سيطرة الدولة اللبنانية عليها ومنعها لعمليات تهريب الأسلحة عبر نقطة الحدود موضوع الزيارة .

تجديد العقوبات على سوريا من دون مسوِّغ مقنع يبرر شن حرب اقتصادية على دولة لم تقدم على اتخاذ أي اجراء من أي نوع أدى أو سيؤدي إلى إلحاق ضرر مادي بالمصالح الأمريكية في المنطقة العربية والعالم أو حتى يهددها كما ذهبت الرئاسة الأمريكية في بيان تجديدها للعقوبات نقول ان تجديد هذه العقوبات يعني أن أوباما نفسه قد تبنى الادعاءات والروايات “الإسرائيلية” بشأن الموقف السوري من قضية الصراع العربي “الإسرائيلي” .

حدث هذا بسرعة فائقة ومن دون مقدمات . . بل ان “المقدمات” كانت تشي بعكس ما كانت عليه محصلتها، وهي تكثيف زيارات المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونجرس الأمريكي لدمشق، والإعلان عن قرب تسمية وإعادة السفير الأمريكي إلى دمشق في اشارة إلى التحسن الواضح الذي طرأ على علاقات واشنطن بدمشق منذ وصول الرئيس أوباما إلى السلطة في البيت الأبيض .

بل إن ذلك التحول المفاجئ والسريع في الموقف الأمريكي من دمشق، من التطبيع إلى اللغة الزاجرة المتخشبة إياها وتجديد الخطاب السياسي العدائي والاجراءات الاقتصادية العقابية، على الرغم من تهالك وتهاوي دعاوى “إسرائيل” بشأن صواريخ سكود المزعوم نقلها من سوريا إلى حزب الله في لبنان، يطرح علامات استفهام كبيرة على مدى سيطرة الرئيس على مقدرات السياسة الخارجية الأمريكية .

وحسبنا أن تهالك وتهاوي تلك المزاعم “الإسرائيلية” الأمريكية المشتركة لا ينفصلان عن تهالك المقاربة الأمريكية المتعلقة أساساً بالجهة المسؤولة عن سباق التسلح في المنطقة . ذلك أن الضجة التي أثارتها واشنطن احتجاجاً على ما اعتبرته تصعيداً نوعياً من جانب سوريا وحزب الله بإدخال صواريخ سكود في معادلة الصراع، لا تستقيم مع مسؤولية واشنطن عن اطلاق سباق تسلح نوعي في المنطقة بتزويدها “إسرائيل” بأحدث أنواع الأسلحة الهجومية، بما في ذلك الأسلحة التقليدية المحرمة مثل القنابل العنقودية التي نثرت “إسرائيل” منها زهاء مليون قنبلة على الأراضي اللبنانية إبان عدوانها على لبنان في عام 2006 وغيرها من الأسلحة ذات القدرات التدميرية الشاملة .

هذه الازدواجية الأمريكية في مقاربتها الشرق أوسطية، سواء في ما يتعلق بقضية الصراع العربي “الإسرائيلي” التي تحتكر “تسويتها”، أو في ما يتعلق بحيازة “إسرائيل” للأسلحة النووية، تعمق الشعور بالمرارة والسخط في بلدان العالم العربي ضد الولايات المتحدة، وتزيد تعقيدات وإرباكات الأولويات التنموية فيها، وحتى بعد الوعود المعسولة التي قدمها الرئيس باراك أوباما لبلدان العالمين العربي والإسلامي خلال زياراته لكل من إندونيسيا وتركيا ومصر، فإن مصداقية أمريكا في المنطقة تكاد تكون معدومة . وحبذا لو قامت إحدى المؤسسات الأمريكية المتخصصة في قياس الرأي العام، باستطلاع موقف الرأي العام العربي من الولايات المتحدة، ومدى الثقة التي تحوزها هي ومبادراتها “السلمية” المتناسخة، فلعل النتيجة الصادمة التي ستتلقاها توفر لها درساً أفضل من “فصول” تكتيكات ومناورات سياسة ازدواجية المعايير .</TD></TR>
<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm">
</TD></TR>
<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm" vAlign=top>

<TABLE style="WIDTH: 95%" dir=rtl class=ecxMsoNormalTable border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="95%">

<TR>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm" vAlign=top>[right]

</TD>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm" vAlign=top>

</TD>
<td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm" vAlign=top>

</TD></TR></TABLE>

</TD></TR></TABLE>[/right]

</TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>